حققت الرياض إنجازًا حضريًا غير مسبوق بعد تسجيل مترو الرياض رسميًا كـ أطول شبكة قطارات من دون سائق في العالم، بطول يصل إلى 176 كيلومترًا، ما يجعل العاصمة واحدة من أكثر المدن تقدّمًا في مجال النقل الذكي على مستوى العالم. ويأتي هذا الاعتماد العالمي ليعكس حجم التحول الذي تشهده المملكة نحو بناء منظومة نقل حضرية متطورة تعتمد على الابتكار، الاستدامة، والتكامل بين التقنيات الحديثة.
ويمثل مترو الرياض أحد أكبر مشاريع النقل المتقدم في العالم، إذ يتضمن 6 خطوط رئيسية وأكثر من 80 محطة تم تصميمها وفق أعلى المعايير العالمية، لتربط بين مراكز الحكومات، والأحياء السكنية، والمواقع التجارية والسياحية، والجامعات، والمطارات، والمناطق المالية. ويعتمد المترو نظام تشغيل ذاتي بالكامل، مدعومًا بتقنيات تحكم مركزية عالية الدقة، تضمن سرعة وكفاءة التشغيل مع مستويات أمان هي الأعلى عالميًا.
هذا التوسع الضخم في البنية التحتية للنقل لم يكن مجرد مشروع هندسي فحسب، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى تحويل الرياض إلى مدينة عالمية محورية، قادرة على استيعاب النمو السكاني والاقتصادي المتوقع خلال العقود القادمة. ويُتوقع أن يسهم المترو في تقليل الازدحام بنسبة ملحوظة، وخفض الانبعاثات الكربونية، وزيادة الاعتماد على النقل العام بدل السيارات الخاصة.
كما يشكل المترو ركيزة أساسية في رؤية المملكة لرفع جودة الحياة وتعزيز استقطاب السياحة والاستثمار، عبر خلق منظومة نقل تربط العاصمة ببعضها البعض، وتقدم تجربة تنقل متقدمة قائمة على الراحة، الذكاء، والاستدامة. ويمثل الرقم القياسي الجديد الذي سجله المشروع شاهدًا على قدرة المملكة على تنفيذ مشاريع عملاقة بمعايير عالمية ورؤية مستقبلية واضحة.
