تصدّر الذكاء الاصطناعي محاور مؤتمر أبشر الذي أُقيم في الرياض، حيث شكّل نقطة ارتكاز رئيسية للنقاشات والعروض التي استعرضت مستقبل الخدمات الرقمية ودورها في رفع كفاءة الأداء الحكومي وتحسين تجربة المستفيدين. وجاء المؤتمر ليؤكد التحول المتسارع نحو توظيف التقنيات الذكية بوصفها محركًا أساسيًا للابتكار المؤسسي وتطوير الخدمات العامة.
وشهدت جلسات المؤتمر استعراض تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، من بينها أتمتة الإجراءات، وتحليل البيانات الضخمة، وتعزيز أمن المعلومات، وتقديم خدمات استباقية تعتمد على التنبؤ باحتياجات المستخدمين. كما ناقش المتحدثون كيفية توظيف النماذج الذكية في تحسين سرعة الإنجاز، وتقليل الأخطاء، ورفع مستوى الموثوقية في المنصات الرقمية.
وتناول المؤتمر أيضًا الأبعاد التنظيمية والأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أهمية الحوكمة الرشيدة، وحماية الخصوصية، وبناء أنظمة شفافة وقابلة للتدقيق. وأبرز المشاركون دور بناء القدرات الوطنية وتطوير المهارات الرقمية لضمان استدامة التحول التقني وتحقيق أقصى استفادة منه.
كما وفّر الحدث منصات تفاعلية وورش عمل متخصصة عرضت أحدث الابتكارات والحلول التقنية، إلى جانب تجارب ناجحة في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن منظومات الخدمات الحكومية. وأسهم هذا الزخم في تعزيز تبادل الخبرات، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الجهات الحكومية والقطاع التقني.
ويعكس المؤتمر التزامًا واضحًا بتسريع مسار التحول الرقمي، وترسيخ مكانة الرياض كمركز إقليمي للابتكار التقني، مع توجيه البوصلة نحو خدمات أكثر ذكاءً، وكفاءة، وموثوقية تخدم المجتمع وتواكب تطلعات المستقبل.
