أصبح الذكاء الإصطناعي (AI) موضوعًا رئيسيًا يجب دمجه وتطويره في مدينة نيوم الضخمة الجديدة.
وذلك في إطار رؤية المملكة 2030، للإطار الإستراتيجي الذي تم تطويره عام 2016.
وتعد خطة إصلاح رؤية المملكة 2030، هي عبارة عن مجموعة من السياسات الإجتماعية والإقتصادية،
التي صممت لتحرير المملكة من الإعتماد على صادرات النفط.
فلقد أنتجت شركة Hanson Robotics إنسان آلي بإسم (صوفيا) عام 2017،
ليتحدث في مبادرة الإستثمار المستقبلية، ومنتدى الإستثمار السنوي لعام 2017.
إذ تعتبر “صوفيا” أول روبرت تمنحه المملكة الجنسية في العالم.
ريادة المملكة في فعاليات الذكاء الإصطناعي
خططت المملكة في عام 2020، لتصبح رائدة عالميًا في فعاليات الذكاء الإصطناعي.
من خلال تنظيم قمة عالمية للذكاء الإصطناعي،
تجمع بين صناع القرار والمتخصصين والخبراء من القطاع العام والخاص بالمملكة العربية السعودية وفي جميع أنحاء العالم.
وتتضمن أيضًا شركات التكنولوجيا ورجال الأعمال والمستثمرين.
كما قامت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الإصطناعي، بتنظيم القمة العالمية للذكاء الإصطناعي (AI) بهدف خير الإنسانية.
والتي عقدت في الرياض تحت رعاية ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، في الفترة بين 21 و 22 أكتوبر.
وذلك في إطار الإجراءات الإحترازية التي أعلنتها الحكومة وسط تفشي الوباء.
حيث قال رئيس الهيئة الدكتور “عبدالله شرف الغامدي، “نحن مستعدون لقيادة إقتصاد مبني على المعرفة، وآمل أن تكون الرياض مركزًا للذكاء الإصطناعي”.
كما صرح أيضًا بأن القمة ستعقد سنويًا لترسيخ مكانة المملكة كرائد عالمي بمجال الذكاء الإصطناعي.
أهداف القمة الإفتتاحية
هدفت القمة الإفتتاحية إلى إستكشاف دور الذكاء الإصطناعي في العصر العالمي الجديد، وكيف يمكن نشر إمكاناته التحويلية “لخلق مستقبل أفضل للجميع” .
ما مكن 141 دولة من المشاركة لتبادل الأفكار والتخطيط لطريقة جديدة لإستخدام الذكاء الإصطناعي لصالح البشرية.
بالإضافة إلى أنه تم تسجيل مجموعة 7375 مندوبًا للمشاركة في هذا الحدث.
وفي إطار أربعة محاور رئيسية، تناولت القمة العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالذكاء الإصطناعي، وهم:
تشكيل نمط طبيعي جديد، والذكاء الإصطناعي والحكومات، وحوكمة الذكاء الإصطناعي، ومستقبل الذكاء الإصطناعي.
مع مناقشة الموضوعات من خلال الكلمات الرئيسية، وحلقات النقاش، والأنشطة التفاعلية.
وقد تضمن المؤتمر 30 جلسة، حضرها ما يقرب من 60 متحدثًا، بما في ذلك الوزراء وقادة الكيانات العالمية والأكاديميين والمستثمرين ورجال الأعمال من 20 دولة.
كذلك تم إستضافة جلسة إستشارية بالتعاون مع الأمم المتحدة، لإنشاء هيئة معنية بالتعاون العالمي لمعالجة القضايا المتعلقة بالتكامل والتنسيق وبناء القدرات.
ومع وجود أجزاء كبيرة من المجمتع والإقتصاد بجميع أنحاء العالم، قد تباطأ خلال العام الماضي، بسبب الوباء الحالي وتدابير السلامة ذات الصلة التي تم وضعها.
فقد قام ولي العهد السعودي بتوفير فرصة رئيسية للمملكة، والعالم لإختبار إمكانيات الذكاء الاصطناعي .
وأيضًا لسد الفجوة الرقمية المتزايدة الموجودة بين الدول المتقدمة والنامية، والتي برزت بشكل أكبر خلال هذه الفترة غير المسبوقة.
وكانت هذه الرؤية لولي العهد جزءًا من خطاب ألقاه نيابة عنه رئيس SADAI خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
كلمة ولي العهد 2020
وخلال الكلمة التي ألقاها ولي العهد عام 2020، فقد أوضح أنه عامًا إستثنائيًا بلا شك، لإختبار إمكانات الذكاء الإصطناعي.
إذ شهد العالم تشكيل معيار عالمي جديد يعيد كيفية تعريف أساليب حياتنا وتعلمنا وعملنا.
وربما يتطلب هذا التفكير والعمل الجاد للإستفادة من الذكاء الإصطناعي، وإطلاق العنان لإمكانياته الكاملة للنهوض بالمجتمع والإقتصاد.
كما تم إطلاق الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الإصطناعي في المملكة العربية السعودية، والتي وافق عليها مؤخرًا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز .
والتي تتماشى مع سعي المملكة لإقتصاد قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي.
هدف الإستراتيجة الوطنية للذكاء الإصطناعي
تهدف الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في المملكة، إلى وضع البلاد في طليعة البحث والتطوير في مجال الذكاء الإصطناعي.
وهو مكان تبرز فيه البيانات والذكاء الاصطناعي بشكل بارز في تطورها المستقبلي.
كما تتطلع المملكة، فيما يتعلق بالأهداف الملموسة، إلى أن تصبح واحدة من أفضل 15 دولة بحلول عام 2030 في مجال الذكاء الاصطناعي.
من خلال ترسيخ نفسها كمركز عالمي للبيانات والذكاء الاصطناعي.
حيث أن لديها أهداف محددة لتدريب 20 ألف خبير بيانات وخبراء في الذكاء الاصطناعي.
وإنشاء أكثر من 300 شركة ناشئة نشطة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى جلب 20 مليار دولار من الإستثمارات الأجنبية بحلول عام 2030.
وحسبما صرح الدكتور الغامدي، أن من بين الأهداف تسريع الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في البلدان الأقل ثراءً، حتى “لا يتخلف أحد عن الركب”.
فيما أطلقت المملكة والبنك الدولي مبادرة لتعزيز الإقتصاد الرقمي في البلدان النامية وتمكينها من تسريع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وقال عصام الوجيت، مدير مركز المعلومات الوطني في المملكة، إن الاتفاقية ستشكل شراكات لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي في البلدان الأفريقية الأقل حظًا.
وقال أيضًا مختار ديوب، نائب الرئيس للبنية التحتية في البنك الدولي، إن الشراكات ستساعد حكومات تلك البلدان على بناء قدرات الذكاء الاصطناعي ووضع سياسات التنمية ذات الصلة.
أبعاد الإسترتيجية الوطنية للذكاء الإصطناعي
وتركز الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي على ستة أبعاد تشمل:
الطموح:
عن طريق تحويل البلد إلى رائد عالمي في البيانات والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير وإعتماد تقنيات البيانات والذكاء الإصطناعي .
وتهدف المملكة إلى تصنيف أفضل 15 دولة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 ؛ كقائد للحوار العالمي ووضع الإستراتيجيات والسياسات
المهارات:
وهي تحويل القوى العاملة السعودية الحالية والمستقبلية، من خلال التعليم، ورفع المهارات وإعادة المهارات.
وذلك لتمكين السعوديين من الاستفادة من قوة البيانات والذكاء الاصطناعي، في القطاعين العام والخاص.
كما أنها تعمل على برامج جارية بالفعل مع المؤسسات التعليمية لجذب وتطوير واستبقاء مواهب الذكاء الاصطناعي في المملكة.
بهدف إنشاء 20 ألف خبير في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات بحلول عام 2030 .
السياسة واللوائح:
وهي إنشاء إطار تنظيمي عالمي المستوى يشجع ويعزز الأعمال التجارية القائمة على البيانات، وجمع البيانات ومشاركتها بين الكيانات الحكومية لصالح المواطنين، والبيانات المفتوحة .
الإستثمار:
تهدف إلى جذب وتحفيز المستثمرين والشركات المحلية والأجنبية لتشجيع الإستثمار في الفرص المؤهلة داخل المملكة العربية السعودية.
كما تهدف الاستراتيجية إلى جذب إجمالي 20 مليار دولار (75 مليار ريال سعودي) من الاستثمار الأجنبي المباشر والاستثمارات المحلية بحلول عام 2030 .
البحث والابتكار:
من خلال بناء وتمكين مؤسسات البحث والابتكار الأساسية في البيانات والذكاء الاصطناعي، لتمكين المملكة من الريادة في تطوير وتسويق التقنيات الجديدة.
كذلك تهدف الأمة إلى تصنيف أفضل 20 دولة في العالم من حيث البيانات الخاضعة لإستعراض الأقران ومنشورات الذكاء الاصطناعي .
النظام البيئي:
تحفيز البيانات وإعتماد الذكاء الإصطناعي من خلال إنشاء نظام إيكولوجي تعاوني وتطلعي، من شأنه أن يقود إلى تسويق وتطبيق الصناعة للبيانات والذكاء الاصطناعي، لصالح القطاعين العام والخاص.
كما تهدف الإستراتيجية إلى خلق البيئة لما لا يقل عن 300 شركة ناشئة تعمل بالذكاء الاصطناعي والبيانات لتزدهر بحلول عام 2030.
وقد تم الإعلان عن إتفاقيات وشراكات عالمية للذكاء الإصطناعي، خلال القمة، بالإضافة إلى الفائزين في مسابقة AI Artathon و NEOM Challenge.
وبالتعاون مع الأمم المتحدة تم إستضافة جلسة إستشارية، لإنشاء هيئة معنية بالتعاون العالمي لمعالجة القضايا المتعلقة بالتكامل والتنسيق وبناء القدرات.
وقال تشين وي تشينج، السفير الصيني لدى المملكة، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن القمة أظهرت أن العالم يولي أهمية كبيرة لمجال الذكاء الاصطناعي .
كما أعرب عن إعتقاده بوجود الكثير من الفرص والإمكانيات المستقبلية للتعاون الصيني السعودي في هذا المجال.
المركز الوطني للذكاء الإصطناعي
أعلن المركز الوطني للذكاء الإصطناعي (NCAI) في المملكة العربية السعودية، عقب القمة في 26 أكتوبر، عن شراكة استراتيجية مع هواوي في مجال تطوير القدرات الوطنية للذكاء الاصطناعي. NCAI
وهو فرع من SDAIA، و مسؤول عن تعزيز تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات.
وقال الدكتور ماجد التويجري، الرئيس التنفيذي لشركة NCAI: “نرحب بهذه الشراكة مع هواوي.
والتي تسعى إلى تحويل القوى العاملة السعودية حتى تتمكن من الاستفادة من قوة البيانات والذكاء الاصطناعي.
وسيتم ذلك من خلال تعليم السعوديين وتطوير مهاراتهم وصقل مهاراتهم،
لخلق إمداد ثابت من البيانات والمواهب، المدعومة بالذكاء الاصطناعي للقوى العاملة في البلاد “.
كما علق تشارلز يانج، رئيس هواوي الشرق الأوسط، قائلًا:
“تبنت هواوي إستراتيجية بحث وتطوير طموحة طويلة المدى فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي .
ما يخلق فرصًا غير مسبوقة، من خلال تآزر الذكاء الاصطناعي مع اتصال 5G ، والحوسبة السحابية، والتطبيقات الصناعية.
ونتطلع إلى خلق قيمة جديدة عبر هذه المجاللات التقنية، بالتعاون مع SDAIA،
والتعاون أيضًا مع مطوري الذكاء الاصطناعي المحليين وشركاء الصناعة لتحويل المملكة إلى اقتصاد رائد قائم على البيانات.
اقرأ أيضًا: تركيز المملكة على الاقتصاد المدفوع بالذكاء الاصطناعي