مع اقتراب موسم الشتاء في المملكة، تعود الخيام البدوية لتزيّن الصحارى والمناطق المفتوحة، حاملةً معها عبق الماضي ودفء الأصالة، في مشهد يعكس عمق التراث السعودي وارتباط الأجيال بجذورهم البدوية.
تُعد الخيام البدوية رمزًا للكرم والترابط الاجتماعي، حيث يجتمع فيها الأهل والأصدقاء حول النار، يتبادلون القصص، ويحتسون القهوة العربية وسط أجواء من السكينة والدفء والكرم العربي الأصيل. ومع تطور العصر، تحولت هذه الخيام إلى وجهات شتوية سياحية وثقافية تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها، لتجربة الحياة البدوية بروحها التقليدية ولكن بلمسات عصرية.
تنتشر هذه الخيام في مناطق متعددة مثل العلا، حائل، القصيم، والرياض، حيث تقام فعاليات متنوعة تجمع بين الترفيه والتراث والموسيقى والفنون الشعبية. وتُجهّز الخيام الحديثة بمرافق مريحة مع الحفاظ على التصميم التقليدي المستوحى من نقوش السدو وألوان الرمال.
كما تشكل هذه التجربة جزءًا من الهوية الثقافية السعودية التي توليها رؤية المملكة 2030 اهتمامًا خاصًا، من خلال الحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة وتعريف العالم بها كجزء من التراث الإنساني.
وتستمر الخيام البدوية في كونها رمزًا للدفء والتواصل، حيث تمزج بين بساطة الماضي وروح الحاضر، لتقدم تجربة فريدة تعيد إحياء ذكريات الصحراء وأصالة الضيافة العربية.
