الحرب الأوكرانية وتداعياتها تضرب موائد إفطار الجالية العربية

الحرب الأوكرانية وتداعياتها تضرب موائد إفطار الجالية العربية

لقد فرضت الحرب الأوكرانية  وتداعياتها، والتي تسببت في ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض القدرة الشرائية في معظم دول العالم،

على الجالية المحسوبة على الطبقة الوسطى أو الفقيرة أن تغير من سلوكها في الأكل والشرب والتعامل مع مصادر الطاقة.

وبالرغم من محاولات الجالية العربية المقيمة بالدول الأوروبية، خلال شهر رمضان أن تحافظ على تقاليد بلدانها الأصلية،

وذلك من خلال تحضير أشهر الأطباق التقليدية المعروفة،

إلا أن الحرب الأوكرانية وتداعياتها السلبية على أسعار المواد الغذائية قد أثرت على هؤلاء وحرمتهم من أطعمة كانوا يحرصون على إعدادها في الشهر الفضيل.

فقد شهدت أسعار معظم المواد الغذائية الأساسية ارتفاعا كبيرا.

ورغم محاولات الدول الأوروبية المتأثرة بالأزمة تجنب الغلاء والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين،

إلا أنه ومع دخول اليوم الأول من رمضان، اختفت من الأسواق التجارية الكبرى عبوات زيت المائدة المستخدمة على نطاق واسع في هذا الشهر،

وقلت بشكل كبير أكياس الدقيق، فيما عرفت أسعار اللحوم موجة غلاء ملحوظة،

فبعدما كانت أثمانها تبدأ من 7 يورو، بات سعرها يتعدى العشرة يورو.

الحرب الأوكرانية وتداعياتها تضرب موائد إفطار الجالية العربية
الحرب الأوكرانية وتداعياتها تضرب موائد إفطار الجالية العربية

 

القدرة الشرائية و الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا

ويقر المحلل الاقتصادي، كميل ساري، في  تصريحاته ، أن هذا اللهيب في الأسعار لم يبدأ مع انطلاق الحرب في أوكرانيا،

بل لوحظ مع نهاية الحجر الصحي وتعطل الإمدادات من المواد الاساسية، سواء كانت زراعية أو صناعية.

ولهذا قامت الدولة الفرنسية قبل نهاية العام الماضي بمنح 100 يورو للمواطنين ذوي الدخل المحدود، لكنها لم تكن كافية لتغطية المصاريف الإضافية .

وتعتبر القدرة الشرائية من الموضوعات المثيرة للجدل في الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا،

فالمهاجرون مثلهم مثل الفرنسيين من الطبقة الوسطى والفقيرة، يعانون من زيادة أسعار مصادر الطاقة والمنتجات الغذائية الأساسية.

وبيّن كميل ساري، أن دراسات حديثة تفيد بأن الاستهلاك المفرط في شهر رمضان لبعض المواد الأساسية من طرف المهاجرين

ساهم في اختفاء بعض المواد كالزيت والقمح من الأسواق وارتفاع أسعار أخرى، خاصة الطماطم التي قارب ثمنها ستة يورو.

وأمام هذا الاستهلاك الكبير وارتفاع الطلب، يغتنم التجار الفرصة ويزيدون في الأسعار.

الحرب في أوكرانيا لن تنتهي على المدى القصير

وتوقع المحلل الاقتصادي أن لا تستقر الأسعار على المستوى الحالي، بل ستعرف المزيد من الارتفاع وذلك لأن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي على المدى القصير،

وخزانات الدول الاوروبية من المواد الأساسية المستوردة ستنفد، وستبحث أوروبا عن استيرادها من دول أخرى.

لكن مع مقاطعة عالمية للبنوك الروسية وصعوبة تأمين البواخر القادمة من روسيا،

والعقوبات الدولية المستمرة ضد موسكو قد يبدو الأمر صعبا بعض الشيء.

وفي غياب أي دعم إضافي، يرى الخبير الاقتصادي، أن العديد من المهاجرين العرب الذين في معظمهم يعملون بمهن بسيطة مع بعض الاستثناءات،

ولا يملكون منازلهم الخاصة، وإنما يعيش معظمهم في منازل مستأجرة قد تكلفهم أكثر من 40 في المئة من دخلهم الشهري،

ويستفيدون من مساعدات الدولة، قد يكونون من أكبر المتضررين .

ورغم وعود ماكرون الانتخابية بضخ 30 في المئة من ميزانية الدولة لدعم القدرة الشرائية للمواطنين،

لا يرى ساري أنه وعد قابل للتحقيق في ظل مديونية الدولة الكبيرة التي تتعدى 120 في المئة من الناتج الداخلي المحلي.

اقرأ أيضاً: شل تنسحب من قطاعي النفط والغاز الروسيين