تخوض المملكة معركة بيئية معقّدة تهدف إلى حماية الذئاب العربية التي تواجه تهديدًا متزايدًا بالانقراض نتيجة تراجع بيئاتها الطبيعية وتنامي التحديات التي تعترض وجودها في البراري. ويُعد هذا النوع واحدًا من أندر السلالات في منطقة الشرق الأوسط، إذ يعيش منذ آلاف السنين في الطبيعة الصحراوية القاسية، معتمدًا على مهاراته في الصيد والتكيّف من أجل البقاء.
تواجه الذئاب العربية اليوم ضغوطًا متعددة، أبرزها فقدان الموائل الطبيعية بسبب التطور العمراني، وتقلّص مصادر الغذاء، وتزايد الصراعات مع الإنسان في المناطق الريفية. وقد أدى ذلك إلى تراجع أعدادها بشكل ملحوظ، الأمر الذي استدعى تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة ومؤسسات الحفاظ على الحياة الفطرية.
وتعمل المملكة على عدة محاور لمواجهة هذه التحديات، تشمل برامج إعادة التأهيل والتكاثر في مراكز متخصصة، وإطلاق حملات توعية للحد من الصيد الجائر، إضافة إلى جهود مراقبة مستمرة تهدف إلى تتبع تحركات الذئاب وحماية مساراتها الطبيعية. وتُعد المحميات الطبيعية جزءًا أساسيًا من هذه الجهود، حيث توفر بيئة آمنة تساعد الأنواع المهددة على استعادة توازنها.
كما يسعى الخبراء إلى تعزيز الوعي بأهمية الذئب العربي في النظام البيئي، نظرًا لدوره في حفظ التوازن الطبيعي والحد من انتشار بعض الأنواع التي قد تخل بالبيئة إذا زادت أعدادها. ويؤكد المختصون أن حماية هذا النوع لا ترتبط فقط بالحفاظ على التنوع الحيوي، بل أيضًا بالحفاظ على إرث طبيعي وثقافي ظل جزءًا من تاريخ المنطقة لقرون طويلة.
ورغم التحديات الكبيرة، يواصل الباحثون وفِرق الحماية جهودهم من أجل ضمان مستقبل أفضل للذئب العربي، من خلال مبادرات علمية واستراتيجيات طويلة الأمد تهدف إلى إعادة بناء أعداده وإعادة ترسيخ وجوده في البراري العربية.
