الأطباق التقليدية السعودية تعيد ترسيخ حضورها في مشهد الطهي بجدّة التاريخية “البلد”

الأطباق التقليدية السعودية تعيد ترسيخ حضورها في مشهد الطهي بجدّة التاريخية البلد

يشهد حي البلد التاريخي في جدة حضورًا متجدّدًا للمطبخ السعودي التقليدي، حيث باتت الوجبات الشعبية الأصيلة عنصرًا محوريًا في الجذب الثقافي والسياحي للمنطقة. وفي ظل النهضة العمرانية والثقافية التي يشهدها الحي، بدأت مجموعة من المطاعم والمبادرات المحلية في إبراز المأكولات التراثية بوصفات تحافظ على أصالتها مع تقديمها بروح عصرية تلائم الذائقة الحديثة.

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع لإحياء الهوية الثقافية للبلد وتعزيز دوره كوجهة تفاعلية تجمع بين التاريخ والضيافة والطعام المحلي. وتحتفي المطاعم بالأكلات التي ارتبطت بالحياة اليومية في جدة ومكة والحجاز عمومًا، مثل السليق والمطبق والفول والمعصوب وغيرها من الأطباق التي تحمل بصمة خاصة في الذاكرة الشعبية.

كما تتيح الفعاليات والبرامج المصاحبة للزوّار فرصة للتعرّف على طرق إعداد هذه الأطباق، بما في ذلك عروض الطهي المباشر، والحكايات المرتبطة بتاريخ المأكولات ودورها في المناسبات الاجتماعية. وتشارك سيدات متخصصات في المطبخ الحجازي في تقديم هذه التجارب، مما يعزز قيمة نقل المعرفة الغذائية بين الأجيال.

وتؤكد الجهات القائمة على تطوير البلد أن تعزيز حضور الطعام التقليدي يعد جزءًا من رؤية شاملة تهدف إلى تنشيط الاقتصاد المحلي عبر دعم المشاريع الصغيرة وروّاد الأعمال، وجعل المطبخ السعودي عنصرًا رئيسيًا في الهوية السياحية للحي. كما يشكّل هذا التوجّه فرصة لإبراز التنوع الكبير في الأكلات السعودية وثراء مكوناتها ونكهاتها.

ومع تزايد الإقبال على البلد كوجهة ثقافية وسياحية، يعكس بروز المأكولات التراثية رغبة متنامية لدى الزوّار في عيش تجربة أصيلة تربطهم بتاريخ المكان وروحه، وتجعل الطعام جسرًا يعبر من خلاله الماضي إلى الحاضر بطريقة نابضة بالحياة.