شهدت المدينة المنورة افتتاح مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، في خطوة ثقافية بارزة تعكس الاهتمام المتزايد بصون الخط العربي وتطويره بوصفه أحد أهم مكونات الهوية العربية والإسلامية، وأحد أبرز الفنون التي شكّلت الذاكرة البصرية للحضارة العربية عبر القرون.
ويهدف المركز إلى أن يكون منصة عالمية متخصصة في دراسة الخط العربي، وتوثيقه، وتعليمه، ودعم ممارسيه، إلى جانب إبراز مكانته بوصفه فنًا حيًا قابلًا للتجدد والتفاعل مع الفنون المعاصرة. كما يسعى إلى ربط الخط العربي بالبحث العلمي، والتقنيات الحديثة، والممارسات الإبداعية الجديدة.
ويضم المركز برامج متنوعة تشمل التدريب المتخصص، وإقامة المعارض، وتنظيم الندوات والمؤتمرات، وإطلاق المبادرات البحثية التي تُعنى بتاريخ الخط العربي ومدارسه المختلفة، إضافة إلى دعم المواهب الشابة وصقل مهارات الخطاطين من داخل المملكة وخارجها.
ويمثل اختيار المدينة المنورة مقرًا للمركز بعدًا رمزيًا وثقافيًا مهمًا، لما تحمله من مكانة دينية وتاريخية، ما يعزز من الرسالة الحضارية للمركز ويمنحه عمقًا ثقافيًا وروحيًا يتجاوز الإطار الفني البحت.
ويأتي افتتاح المركز ضمن جهود أوسع تهدف إلى تعزيز حضور اللغة العربية وفنونها على المستوى الدولي، وإبراز إسهاماتها الجمالية والمعرفية، بما يسهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز ثقافي فاعل في دعم التراث العربي والإسلامي، والانفتاح به على العالم بروح معاصرة.
