تواصل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) تأكيد مكانتها كواحدة من أكثر المناطق حيوية في مجال ريادة الأعمال، مع تدفق مستمر لرؤوس الأموال واستثمارات المخاطر في الشركات الناشئة.
وقد شهدت المنطقة خلال الأسبوع الماضي عدة إعلانات عن جولات تمويلية جديدة، وتوسعات استراتيجية تعكس الثقة المتنامية في بيئة الأعمال الإقليمية، وتوجهها المتزايد نحو الابتكار والتحول الرقمي.
ففي المملكة العربية السعودية، تمكنت منصة “مدرستي” المتخصصة في التعليم الإلكتروني من إغلاق جولة تمويلية من الفئة A بقيمة 12 مليون دولار أمريكي، بقيادة صندوق استثماري سعودي إقليمي، بمشاركة عدد من المستثمرين من الخليج وأوروبا.
وتهدف الشركة إلى استخدام هذا التمويل لتوسيع حضورها في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى دخول أسواق شمال إفريقيا، من خلال تقديم حلول تعليمية تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم التكيفي.

وفي دولة الإمارات، أعلنت شركة “تنقّل” الناشئة، المتخصصة في حلول التنقل الذكي، عن توسعها إلى السوق المصرية بعد جولة تمويلية بقيمة 5 ملايين دولار.
ويأتي هذا التوسع في إطار خطة الشركة لربط المدن الكبرى بحلول نقل تعتمد على البيانات الضخمة وتطبيقات الحجز الذكي، مما يعزز الكفاءة ويقلل من الانبعاثات الكربونية.
أما في تونس، فقد أعلنت شركة “دفعتي”، الرائدة في حلول الدفع الرقمي، عن حصولها على استثمار أولي بقيمة 1.5 مليون دولار، والذي سيوجه لتطوير بنيتها التحتية التقنية، وتوسيع قاعدة مستخدميها في تونس والمغرب والجزائر، استجابةً للنمو المتزايد في قطاع الدفع الإلكتروني في المنطقة.

هذه الصفقات الأخيرة تؤكد على الاتجاه الصاعد في حجم وقيمة الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتُبرز أهمية الدور الذي تلعبه المبادرات الحكومية مثل رؤية المملكة 2030، واستراتيجيات التحول الرقمي الوطنية في تسهيل بيئة العمل للشركات الناشئة.
ويؤكد محللون أن تسارع التبني التكنولوجي في المنطقة، وازدياد شريحة الشباب المتعلمين، إضافة إلى نمو الطلب على الحلول الرقمية في التعليم، والخدمات المالية، والخدمات اللوجستية، كلها عوامل تدفع نحو استمرار هذا الزخم الاستثماري، مع توقعات بتحقيق المزيد من صفقات التمويل الكبرى خلال النصف الثاني من عام 2025.
اقرأ أيضاً: إعادة انتخاب المملكة في اللجنة الإدارية للـ IGC تأكيدٌ لدورها الريادي عالميًا