صرح أحد المتخصصين في مجال الصحة، أن المملكة مستعدة جيدًا لتجنب تفشي محتمل لمرض جدري القردة، في حالة انتشار النوع الجديد العدواني من الفيروس إلى المملكة.
وقد صنفت منظمة الصحة العالمية – في 14 أغسطس – تفشي مرض جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية باعتباره حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا،
ما أثار مخاوف من انتشار وباء إقليمي أو حتى جائحة عالمية.
وقال ديمي أوجوينا، رئيس لجنة الطوارئ المعنية بفيروس إمبوكس في منظمة الصحة العالمية:
“إن الارتفاع الحالي في حالات الإصابة بفيروس إمبوكس في أجزاء من أفريقيا، إلى جانب انتشار سلالة جديدة من الفيروس تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي،
يمثل حالة طوارئ ليس فقط لأفريقيا ولكن للعالم بأسره”.
هذا، وصرح الدكتور علاء العلي، استشاري الأمراض المعدية السعودي، تصريحات المسؤول في منظمة الصحة العالمية.
وقال إن “مشكلة (المبوكس) مختلفة عن فيروس كورونا، فقد تم القضاء عليه في عام 1980 قبل أن يعود بسبب “إهمال” البعض”.
وقد حدث تفشي دولي لسلالة أخف من فيروس إم بي أوكس في الفترة ما بين يوليو 2022 ومايو 2023.
وقد تم الإبلاغ عن أول مجموعة من الحالات في المملكة المتحدة، تلتها بعد فترة وجيزة المزيد من الحالات في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن سلسلة انتقال خارج إفريقيا دون أي روابط وبائية معروفة بغرب أو وسط إفريقيا.
وفي المجموع، تم الإبلاغ عن 87000 حالة في 111 دولة، وتوفي 140 شخصًا.
استعداد السلطات في المملكة لاحتواء أي تفشي للمرض
ورغم عدم وجود حالات مؤكدة من المتحور الجديد من فيروس إم بي أوكس في المملكة العربية السعودية حتى الآن،
فقد قيل إن السلطات في المملكة مستعدة جيدًا لاحتواء أي تفشٍ، بعد الاستجابات الناجحة للخوف من فيروس إم بي أوكس السابق وجائحة كوفيد-19.
وقالت الدكتورة غادة علي القديحي، أخصائية الأوبئة السعودية ومديرة الشؤون السريرية بشبكة صحة القطيف:
“يتم تطبيق المراقبة الصحية والاحتياطات في جميع المنافذ والمرافق الصحية لضمان عدم انتشاره”.
وفي حال ورود تقارير عن أي حالات مشتبه بها أو مؤكدة فإن الجهات الصحية بالمملكة على استعداد لتطبيق عدة إجراءات للمساعدة في منع انتشار المرض،
أولها الرصد والإبلاغ الفوري عن الحالة لضمان الاكتشاف المبكر للحالات.
وصرحت أيضًا إن هناك مراقبة وبائية محددة تركز على مراقبة الأشخاص الذين كانوا على اتصال بالحيوانات البرية أو الذين سافروا إلى مناطق ينتشر فيها الفيروس.
وبمجرد التعرف على مريض مصاب أو معرض للخطر، يتم عزله طبيًا على الفور، وفي بعض الحالات، قد يتم عزل الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بالمريض.
ويتم توفير التدابير الوقائية في شكل معدات الحماية الشخصية لجميع الطاقم الطبي ويتم تطبيق معايير التعقيم الصارمة لمنع أي انتشار للمرض.
وحتى بعد اكتمال العلاج، يستمر متابعة المرضى بشكل دوري للتأكد من تعافيهم بشكل كامل ومنع أي انتشار محتمل للعدوى.
كما تستعد وزارة الصحة لإطلاق حملات توعية لتنبيه وتثقيف الجمهور حول مرض الميبوكس وكيفية انتقاله والأهمية الحيوية للإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها.
وفي حال تفشي المرض، تستعد السلطات في المملكة لتقديم الإرشادات حول كيفية منع العدوى، مثل تجنب الاتصال بالحيوانات البرية أو تناول اللحوم التي قد تكون مصابة بطريقة غير صحية.
كما يتم تجهيز المعلومات الدقيقة حول المرض والوقاية منه للتوزيع عبر المؤسسات الإعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وتتعاون المملكة العربية السعودية أيضًا مع منظمة الصحة العالمية، لمتابعة أحدث التطورات والمبادئ التوجيهية العالمية بشأن الميبوكس والأمراض الأخرى.
ونظراً للأعداد الكبيرة من زوار المملكة خلال مواسم الحج والعمرة على وجه الخصوص، فقد تم اتخاذ إجراءات خاصة لمراقبة ومنع انتشار الأمراض المعدية بين الحجاج.
وتشمل هذه الإجراءات تعزيز خدمات الرعاية الصحية وتنفيذ إجراءات الحجر الصحي عند الضرورة.
كما يتم توفير المستشفيات الميدانية والعيادات الطبية المجهزة بالكامل لتقديم الرعاية الفورية للحجاج وغيرهم من الزوار.
وأصدرت الهيئة العامة للصحة العامة في المملكة، المعروفة أيضًا باسم “وقاية”، بيانًا يوم السبت طمأنت فيه الجمهور بأن المملكة مستعدة تمامًا للتعامل مع أي تفشي محتمل واحتوائه.
وقالت “وقاية” إنها “تؤكد على قوة وفعالية القطاع الصحي في المملكة، الذي يتمتع بالجاهزية اللازمة لمواجهة المخاطر الصحية المختلفة”.
اقرأ أيضًا: الفلبين تسجل أول حالة إصابة بجدري القردة
المصدر: arabnews