الحج هو أعظم العبادات التي يسعى المسلمون إلى تأديتها في جميع بقاع الأرض، ويبذلون في سبيلها كل نفيس.
ولكون فريضة الحج أحد أركان الإسلام الأساسية لمن استطاع، فقد يكثر المسلمون في الحج من الدعاء والتوسل إلى الله، لتيسير إمكانية قضاء هذه الشعائر العظيمة.
ويستحب الدعاء في الحج بكل ما تيسر لصلاح أمور الدنيا والآخرة، وهناك بعض الأدعية المأثورة التي أجمع عليها العلماء، وهي سنن عن الرسول وصحابته لكل نسك من مناسك الحج وشعائره.
دعاء الاحرام
الاحرام هو أول خطوات الحج، فقد يبدأ الحاج بالاحرام من الميقات وينوي الحج، فيقول “لبيك اللهم حجًا”، أو إن كان قارنًا يقول “لبيك اللهم حجًا وعمرة”.
ومن السنة، أن يبدأ الحاج بالتلبية كما وردت عن الرسول – عليه السلام – فيقول “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، أن الحمد والنعمة ، لك والملك، لا شريك لك”.
وخلال السفر إن كان في الاحرام، فيستحب أيضًا ذكر أدعية السفر مثل
- “الحمد لله الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنَّا إلى ربنا لمنقلبون، الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر،
اللهمَّ إنِّي ظلمت نفسي فاغفر لي، إنَّه لا يغفر الذُّنوب إلا أنتَ، اللهمَّ إنَّا نسألك في سفرنا هذا البرَّ والتَّقوى ومن العمل ما ترضى،
اللهمَّ هوِّنْ علينا سفرنا هذا واطْوِ عنا بعده، اللهمَّ أنت الصَّاحب في السَّفر، والخليفة في الأهل،
اللهمّ إنَّا نعوذ بك من وعثاءِ السَّفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل”
الأدعية المستحبة في الطواف
يستحب أثناء طواف القدوم وطواف الإفاضة، أن ينشغل لسان الحاج بما تيسر من الأذكاؤ والأدعية،
فيسن أن يبدأ الحاج الطواف بالتكبير ثم يستحب أن يردد الحاج في الطواف بين الحجر الأسود والركن اليماني، مثل
- “ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ”
و
- “اللهم اسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة”
دعاء يوم عرفة
من سنة رسول الله صلى الله وعليه وسلم الإكثار من الدعاء والابتهال يوم عرفة
فهو من أعظم أيام السَّنَة، والدعاء فيه من أعظم الأعمال وخير الدعاء،
وقد روى عن رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام أنه قال “خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي:
- لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ”.
كما يُستحب أن يدعي الحاج بما تيسر من الدعاء طالبًا العفو والمغفرة من الله وسائلًا الرزق كله في الدنيا والآخرة.
الدعاء في “مزدلفة” عند المشعر الحرام
كما ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام – أنه كان حين يأتي المشعر الحرام، يستقبل القبلة، ويدعو يكبرر ويهلل ويوحد الله،
ويستحب أن يقتصي الحاج بسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم، ويدعي بما يشاء أيضًا.
وقد وردت عدة أدعية عن الصالحين عند المزدلفة ومنها
- اللَّهُمَّ كما وَقَفْتَنا فِيهِ وأرَيْتَنا إيّاه، فَوَفِّقْنا لذِكْرِكَ كما هديتنا واغفر لَنا وَارْحَمنَا كما وَعَدْتَنا بِقَوْلِكَ، وَقَوْلُكَ الحَقّ
“فإذا أفضْتُمْ مِنْ عَرفاتٍ فاذْكُرُوا اللَّه عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ واذْكُرُوهُ كما هَداكُمْ وإنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلهِ لَمِنَ الضَّالِّين،
ثمَّ أفيضُوا مِنْ حَيْثُ أفاضَ النَّاسُ واسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إنَّ الله غفور رحيم”
ويكثر من قوله: رَبَّنَاآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذاب النَّارِ.
أدعية أيام التشريق
وردت العديد من الأدعية التي يمكن أن يدعي بيها الحاج في أيام التشريق، وتختلف باختلاف الاعمال التي يقوم بها الحجاج في ذلك اليوم،
سواء كان يوم النحر أو عند رمي الجمرات، وغيرها مثل الحلاقة.
ويستحب التكبير عند رمي الجمرات، أما يوم النحر فيقول
- “الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي بَلَّغَنِيها سالِماً مُعافَىً، اللَّهُمَّ هَذِهِ مِنَى قَدْ أتَيْتُها، وأنا عَبْدُكَ، وفي قَبْضَتِكَ أسألُكَ أنْ تَمُنَّ عَليَّ بِمَا مَنَنْتَ به على أوليائِكَ،
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ الحِرْمانِ وَالمُصِيبَةِ في دِينِي يا أرْحَمَ الراحمين”
وعلى الحاج أن يدعو في هذه الأيام بما شاء واستطاع من الدعاء،
فقد ورد عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – أنَّه كان يقف بعد رمي الجمرات ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويدعو دعاءً طويلً.
كما أن هناك أيضًا بعض الأدعية المستحبة مثل الدعاء عند رؤية الكعبة لأول مرة وهو “
- اللهم زِدْ هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزِدْ من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًا.
اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالاسلام.
هذه كانت بعض أهم الأدعية وليست كلها
فمن المستحب ألا يتوقف لسان الحاج عن الذكر الدعاء طوال مدة الحج واستغلال كل لحظة في الابتهال والتكبير.
اقرأ أيضًا: محظورات الاحرام للنساء