قام فريق من العلماء الروس بتطوير طريقة جديدة لمعالجة السمنة لدى الأطفال باستخدام تكنولوجيا التأثيرات الكهرومغناطيسية على الدماغ. أظهرت دراسة أجريت في جامعة ساراتوف الطبية الحكومية الروسية أن استخدام العلاج المغناطيسي مع التحفيز الكهربائي يؤدي إلى زيادة في الهرمونات التي كانت منخفضة، مثل التستستيرون وبيتا إندورفين، وتقليل مستويات الهرمونات المرتفعة. وقد أسهم ذلك في فقدان الشهية والوزن الزائد، وتم نشر نتائج هذه الدراسة في المجلة الطبية الروسية المفتوحة.
في ظل انتشار مشكلة السمنة على مستوى عالمي وارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، يشير العلماء إلى تفاقم مشكلة السمنة في فترة الطفولة مع تأثير سلبي يمتد إلى البلوغ، مما يؤدي في النهاية إلى الإعاقة المبكرة وزيادة حالات الوفاة. ويشيرون إلى أن الأسلوب الحياتي الحديث، مع وفرة الأطعمة ذات النسبة العالية من السكر والوجبات السريعة والحياة الكسولة، هو السبب الرئيسي وراء هذه الزيادة.
تتمثل السمنة في زيادة شديدة في حاجة الفرد إلى الطعام، مصحوبة بتدهور في سلوك التغذية، حيث يزيد الشخص من تناول الطعام بسبب التوتر والإجهاد، ويتناول كميات زائدة من الطعام في النهار والليل. ويركز العلاج الأساسي على تغييرات في نمط الحياة والتغذية.
مع ذلك، يشير العلماء في جامعة ساراتوف إلى أن هذه التدابير قد لا تكون كافية نظرًا لدور الغدة تحت المهاد والغدة النخامية في تنظيم الجوع والشبع. لذلك، قدموا طرقًا جديدة باستخدام أساليب الأجهزة للتأثير على هذه الهياكل الدماغية، مما يساعد في تقليل الشهية وتحسين سلوك تناول الطعام.
تشمل تقنيات التحفيز الدماغي غير الجراحية العلاج المغناطيسي عبر الجمجمة، والتحفيز الكهربائي للجمجمة والتوازن بينهما. وتم تنفيذ تأثير الجمجمة على بعض هياكل الدماغ المسؤولة عن الشهية باستخدام أجهزة تولد مجالًا مغناطيسيًا متنقلاً مع التحفيز الكهربائي، وتم تطوير هذه الأجهزة بالتعاون مع الشركة المحلية “ساراتوف”.
وختم العلماء بتأكيدهم على أن “طرقنا لعلاج السمنة باستخدام تكنولوجيا الأجهزة، جنبًا إلى جنب مع العلاج الغذائي، تؤدي إلى تحسين كبير في عملية التمثيل الغذائي وفقدان الوزن لدى المرضى”.