كشفت هيئة الفضاء عن المهام والأبحاث العلمية التي سيتم إجراؤها خلال رحلة رواد الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني كجزء من مهمة إلى محطة الفضاء الدولية في وقت لاحق من هذا العام.
حيث أعلنت الهيئة أن رائدي الفضاء سيجريان 11 تجربة رائدة في الجاذبية الصغرى أثناء الرحلة،
وستساعد نتائجها في تعزيز مكانة المملكة العالمية في مجال استكشاف الفضاء وخدمة البشرية.
وأشار مسؤولون إلى أن الاختبارات السعودية في الفضاء ستتراوح بين الأبحاث البشرية وعلوم الخلايا والمطر الاصطناعي في الجاذبية الصغرى.
ففي تجربة المطر الاصطناعي، سيتم تكثيف بخار الماء على العوالق وذرات الملح في الجاذبية الصغرى لمحاكاة عملية استمطار السحب المستخدمة في المملكة ودول أخرى لزيادة معدلات هطول الأمطار.
ستساعد التجربة التي تجريها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بقيادة الدكتور أشرف فرحات،
العلماء والباحثين على ابتكار طرق جديدة لتوفير ظروف مناسبة للإنسان،
بما في ذلك عمل المطر الاصطناعي للعيش في مستعمرات فضائية على السطح القمر والمريخ.
وستساهم التجربة أيضًا في تحسين فهم الباحثين لتقنية استمطار المطر،
ما سيسهم في زيادة هطول الأمطار في العديد من البلدان.
هذا وتقوم شركة Nebula Research and Development في المملكة، بإجراء ست تجارب على متن محطة الفضاء الدولية،
وذلك لفهم تأثيرات التواجد في الفضاء بشكل أفضل على صحة الإنسان، بقيادة الدكتور بدر شيرة، والتي سيجريها رواد الفضاء.
استخدام أدوات علم الأعصاب الجديدة في التجارب
ستستخدم الاختبارات أدوات علم الأعصاب الجديدة بما في ذلك قياس تدفق الدم إلى الدماغ والنشاط الكهربائي للدماغ، ومراقبة التغيرات في العصب البصري بمرور الوقت.
وقد يساعد تحسين مراقبة الصحة العصبية في جعل الرحلات الفضائية أكثر أمانًا في المستقبل والسماح بتطوير المراقبة السريعة وغير الغازية، فضلاً عن التدخلات المبكرة وتطوير التدابير المضادة.
كما سيتم أيضًا أخذ عينات الدم والعينات الحيوية لفحص المؤشرات الحيوية متعددة الذرات المتعلقة برحلات الفضاء ولرسم خريطة التغيرات في الطول والبنية والتخلق الوراثي للكروموسومات والتيلوميرات.
وستبحث تجارب علوم الخلية الاستجابة الالتهابية للخلايا المناعية البشرية.
يقود الأبحاث مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث المشهور عالميًا وفريق العلماء التابع له،
والذي يضم الدكتور خالد أبو خبر، والدكتورة وجدان الأحمدي، والدكتور إدوارد حتي.
فيما ستركز الأبحاث بشكل أكثر تحديدًا على التغييرات في تسوس حمض الريبونوكليك المرسل (اللازم لإنتاج البروتين)،
وهي عملية يمكن أن توقف الالتهاب، بالإضافة إلى ذلك، سيتم محاكاة الاستجابة للعلاج باستخدام نفس النموذج الخلوي.
وسيأخذ الطاقم عينات من الحمض النووي الريبي لتحليلها على الأرض،
حيث سيراقب المحققون أنماط تعبير الحمض النووي الريبي.
كما أنه من المتوقع أن تساهم النتائج في الكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في الفضاء وعلى الأرض.
إجراء دراسات توعوية تعليمية
وبالإضافة إلى هذه التجارب، سيتم إجراء ثلاث دراسات توعوية تعليمية على متن محطة الفضاء الدولية في الوقت الفعلي مع الطلاب في جميع أنحاء المملكة،
وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وموهبة ومدارس الرياض ومدارس مسك.
كما ستتمثل الأهداف في تعزيز معرفة الطلاب بعلوم الفضاء ومساهمتها في تحسين نوعية الحياة على الأرض،
من خلال مقارنة تجاربهم الأرضية مع تلك التي يجريها الطاقم السعودي على محطة الفضاء الدولية في الوقت الفعلي.
وسيتمكن الطلاب من رؤية كيف يمكن لبيئة التجربة أن يكون لها تأثير حقيقي على النتائج.
بينما سيضمن التفاعل في الوقت الفعلي أن يتمكن الطلاب من الوصول إلى الطاقم السعودي بشكل مباشر أثناء قيامهم بتجاربهم معًا، واحدة على الأرض وواحدة في الفضاء في وقت واحد.
هذا وتهدف جهود هيئة الفضاء إلى إعداد رواد فضاء ومهندسين في المستقبل،
من خلال برامج تعليمية وتدريبية عالية الجودة، والمشاركة في التجارب العلمية، والبحوث الدولية،
والبعثات المستقبلية المتعلقة بالفضاء – وكلها ستسهم في رفع مكانة المملكة وتحقيق أهداف رؤية 2030.
اقرأ أيضًا: المملكة تفوز بأول جائزة كبرى في فئة الجوال في دبي لينكس