يمثّل سد المساني أحد أبرز الشواهد التاريخية على عبقرية الهندسة المائية في منطقة الرياض، حيث لا يقتصر دوره على كونه منشأة مائية قديمة، بل يشكّل جزءًا أصيلًا من الذاكرة العمرانية والبيئية للمدينة.
وقد لعب السد عبر العقود دورًا محوريًا في تجميع مياه الأمطار وتنظيم تدفقها، ما أسهم في حماية المناطق المحيطة من السيول، ودعم الاستقرار البيئي والزراعي في فترات تاريخية سابقة. كما يعكس تصميمه بساطة الحلول الهندسية التقليدية وفاعليتها، وقدرتها على التكيّف مع طبيعة المناخ الصحراوي.
ويحظى سد المساني اليوم باهتمام متزايد من الباحثين والمهتمين بالتراث العمراني، بوصفه نموذجًا يجسّد العلاقة الوثيقة بين الإنسان والبيئة، ويبرز كيف أسهمت الحلول المحلية في إدارة الموارد الطبيعية بكفاءة قبل ظهور التقنيات الحديثة.
ولا تزال آثار السد قائمة حتى اليوم، لتشكّل مصدر إلهام للمهندسين والمخططين الحضريين، خصوصًا في ظل التوجهات الحديثة التي تعيد الاعتبار لمفاهيم الاستدامة، والحفاظ على الموارد، والاستفادة من الخبرات التراثية في تصميم البنية التحتية المعاصرة.
ويؤكد هذا الإرث المتواصل أهمية دمج المواقع التاريخية ضمن المشهد الحضري الحديث، ليس فقط للحفاظ على الذاكرة الثقافية، بل أيضًا لاستخلاص الدروس التي تدعم التخطيط المستدام، وتعزز فهم تطور مدينة الرياض عبر مراحلها المختلفة.
