بقلم المستشار أكثم فيومي
أهمية البيانات في صنع القرار
حيث أن لاختراع المجهر الفضل باستكشاف الإنسان لعوالم جديدة تمامًا لم تكن مرئية من قبل، فمن المهم أن نعلم أن هذا الاختراع قد سبقه ثورة في القياس وجمع البيانات، فجميع الثورات البشرية بدأت من خلال جمع البيانات وتحليلها لتحسين عملية اتخاذ القرار وتعزيز الإنتاجية التنظيمية. يمكن قياس العديد من الأنماط الفردية والمجتمعية بسهولة وبدقة غير مسبوقة. على سبيل المثال، توفر بيانات تدفق النقر على الروابط الالكترونية إمكانية التتبع الرقمي لإجراءات العملاء وتوليد كمية هائلة من البيانات عن طريق البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة والمعاملات الإلكترونية عبر الإنترنت والعديد من الأنشطة الأخرى.
ومع ذلك فإن البيانات بشكلها المجرد ليست ذات قيمة، مالم يتم ترتيبها وتحليلها واستخدامها كمرجعية لعمليات اتخاذ القرارات الاستراتيجية وحتى التشغيلية للشركات. ومن هنا تبرز أهمية البيانات للشركات كداعم رئيسي للبقاء في المنافسة واكتساب حصة من السوق.
حيث نسعى للكشف عن الممارسات التنظيمية التي يمكن أن تكون سببًا لزيادة الإنتاجية. وتأكيد كيف تؤثر ممارسات صنع القرار القائمة على البيانات بشكل واضح على إنتاجية الشركة وترتبط باتساق ممارسات الأعمال عبر وحداتها. وعليه من المهم أن نعرف أن الزيادات في كمية المعلومات ليست بالضرورة ذات قيمة دائمًا إذا كانت تتطلب الكثير من عمليات تحليل المعلومات التي قد تكون مكلفة للغاية وربما تستغرق وقتًا طويلاً من خلال المعالجة والترتيب، فإننا نخاطر بتدمير قيمة المعلومات والتي كلفتنا الكثير للحصول عليها.
باستخدام تقنية المعلومات تنشر الشركات المعلومات والمعرفة التي تجمعها من عمليات الإنتاج وتحليل أنماط المستهلكين والموردين والشركاء والمنافسين بكفاءة وفاعلية أكبر، مما يجعل المعلومات متاحة لصناع القرار في المستويات الإدارية الوسطى والعليا لمعالجتها والتحقق منها قبل استخدامها في توجيه أعمال الوحدات التنظيمية المختلفة وصناعة القرارات الإستراتيجية.
وعليه فإنه من الضروري لأي شركة دفع جميع إداراتها لجمع ومعالجة البيانات وربطها بصناع القرار، حيث أن معظم الشركات الناجحة حاليًا ترفع أرباحها بالاعتماد على القرارات والتوجهات التي كانت مدفوعة بتدفق المعلومات والمعرفة. ومن هنا يمكننا تأكيد فاعلية جمع وتحليل البيانات لبناء المعارف ودعم صناع القرار من أجل تحقيق ميزة تنافسية، وزيادة إنتاجية، وتقليل من الممارسات الخاطئة، والحصول على رضى وولاء العملاء، وإقامة شراكات استراتيجية.