تحتوي الأنظمة الغذائية الغربية على سعرات حرارية مفرطة ومنتجات حيوانية، قد تمثل تهديدًا على صحة البشر والبيئة.
إذ يواجه العالم تحديًا كبيرًا يتمثل في الحد بشكل كبير من التأثير البيئي للنظام الغذاء العالمي.
يأتي ذلك في ظل الحاجة إلى إنتاج ما يكفي من الغذاء عالي الجودة والمتنوع والمغذي،
من أجل إطعام عدد متزايد من السكان من داخل حدود كوكب الأرض.
ويوجد ما يقرب من أكثر من 7000 نوع من النباتات الصالحة للأكل يمكن استهلاكها كغذاء،
ولكن المستخدم منها في الطعام 15 نوعًا من المحاصيل.
حيث يعتمد أكثر من نصف سكان العالم على ثلاثة محاصيل حبوب فقط هي الأرز والقمح والذرة.
ومن المحتمل أن يلعب ظهور الأطعمة فائقة المعالجة دورًا رئيسيًا في هذا التغيير المستمر،
وبالتالي، فإن تقليل استهلاك العالم والحد من إنتاج هذه الأطعمة يمكن أن يوفر فرصة فريدة لتحسين صحة البشر ويحافظ على الاستدامة البيئية لنظام الغذاء.
وتعتبر الزراعة هي محرك رئيسي للتغيير البيئي، فهي المسؤول الأول عن ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
كما أنها تستخدم 38% من أراضي العالم، فيما تعد المحرك الأكبر لفقدان التنوع البيولوجي.
وقد أظهرت الأبحاث كيفية تأثير الأنظمة الغذائية الغربية، التي تحتوي على سعرات حرارية مفرطة ومنتجات حيوانية، في إحداث تأثيرات بيئية كبيرة.
حيث توجد مخاوف بيئية مرتبطة بالأطعمة فائقة المعالجة، لأن تأثيراتها السلبية على البيئة تحظى باهتمام كبير.
فهي العنصر المهيمن في إمدادات الغذاء في البلدان ذات الدخل المرتفع،
كما أن المبيعات آخذة في الارتفاع بسرعة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أيضًا.
الأطعمة فائقة المعالجة والأطعمة التقليدية
وهناك بعض التحذيرات من أن النظم الغذائية المعولمة المتزايدة عالية في الأطعمة فائقة المعالجة،
تأتي على حساب زراعة وتصنيع واستهلاك الأطعمة “التقليدية”.
فالأطعمة فائقة المعالجة هي مجموعة من الأطعمة تشتمل على “تركيبات لعدد من المحتويات والمكونات.
ويكون معظمها للاستخدامات الصناعية الحصرية، والتي تنتج عن سلسلة من العمليات الصناعية.
حيث تحتوي عادةً على إضافات تجميلية وأطعمة كاملة قليلة أو معدومة، وهي أيضًا أطعمة لا يمكن إعدادها بسهولة في المنازل.
ومن الأمثلة على الأطعمة فائقة المعالجة الحلويات والمشروبات الغازية ورقائق البطاطس والوجبات الجاهزة ومنتجات الوجبات السريعة في المطاعم.
أما الأطعمة التقليدية، مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات المحفوظة ومنتجات الألبان واللحوم،
فهي التي تتم معالجتها بشكل ضئيل أو يتم تصنيعها باستخدام طرق المعالجة التقليدية.
في حين أن المعالجة التقليدية مثل التخمير والتعليب والتعبئة تعتبر أساسية لضمان سلامة الأغذية والأمن الغذائي العالمي،
ولكن يتم تصنيع الأطعمة فائقة المعالجة بما يتجاوز ما هو ضروري لسلامة الأغذية.
التأثيرات البيئية
هذا وتعتمد الأطعمة فائقة المعالجة أيضًا على عدد صغير من أنواع المحاصيل، مما يضع عبئًا على البيئات التي تُزرع فيها مكوناتها.
ومن الأمثلة الجيدة على ذلك محاصيل الذرة والقمح والصويا والبذور الزيتية (مثل زيت النخيل).
حيث يتم اختيار هذه المحاصيل من قبل الشركات المصنعة للأغذية لأنها رخيصة الإنتاج وذات غلة عالية، مما يعني أنه يمكن إنتاجها بكميات كبيرة.
ويتم أيضًا الحصول على المكونات المشتقة من الحيوانات في الأطعمة فائقة المعالجة من الحيوانات التي تعتمد على نفس هذه المحاصيل كعلف.
وهكذا فقد أدى ظهور الأطعمة المريحة والرخيصة المعالجة بإفراط، إلى استبدال مجموعة متنوعة من الأطعمة الكاملة المعالجة بالحد الأدنى
يشمل الفواكه والخضروات والحبوب والبقوليات واللحوم ومنتجات الألبان، مما أدى إلى انخفاض جودة النظم الغذائية وتنوع الإمدادات الغذائية.
فيما يتطلب مواجهة خطر الأطعمة فائقة المعالجة، أن يتم إعادة توجيه موارد إنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم لإنتاج أغذية أكثر صحة وأقل معالجة.
فمثلًا يتم طحن كميات كبيرة من الحبوب مثل القمح والذرة والأرز في الدقيق المكرر لإنتاج الخبز المكرر والكعك والدونات ومنتجات المخابز الأخرى.
ويمكن إعادة توجيهها لإنتاج المزيد من الأطعمة المغذية مثل خبز القمح الكامل أو المكرونة.
كما يمكن أن تساهم هذه الخطوة في تحسين الأمن الغذائي العالمي وأن توفر مزيدًا من الحماية ضد الكوارث الطبيعية والصراعات في مناطق سلة الغذاء الرئيسية.
هذا ويمكن توفير الموارد البيئية الأخرى عن طريق تجنب استخدام مكونات معينة تمامًا،
كأن يتم خفض الطلب على زيت النخيل، بشكل كبير من خلال تحويل المستهلكين لتفضيلاتهم نحو الأطعمة الصحية.
بينما يعد تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة على مستوى الأفراد إحدى الطرق التي يمكن من خلالها تقليل البصمة البيئية لكل إنسان مع تحسين حالته الصحية أيضًا.
اقرأ أيضاً: لعشاق القهوة كيف تتفادى الصداع والدوخة فى رمضان