شهدت أرباح نقل النفط الخام عبر الخطوط الرئيسية قفزة غير مسبوقة بلغت 467%، في واحدة من أكبر الزيادات المسجّلة في قطاع النقل النفطي خلال السنوات الأخيرة. وجاء هذا الارتفاع نتيجة عدة عوامل متداخلة، أبرزها ارتفاع الطلب على الشحنات الفورية، وتزايد الاعتماد على الخطوط البحرية الطويلة بعد تغيّرات جيوسياسية أعادت رسم مسارات التجارة العالمية.
وتشير البيانات إلى أن شركات النقل البحري حققت مكاسب كبيرة خلال الأسابيع الماضية، بعد أن ارتفعت أسعار الشحن بشكل حاد نتيجة زيادة الطلب من مصافي التكرير العالمية التي تسعى لتأمين مخزون إضافي قبل موجات ذروة الاستهلاك. هذا الارتفاع دفع بأسعار استئجار ناقلات النفط العملاقة إلى مستويات قياسية، ما انعكس بشكل مباشر على الأرباح اليومية التي قفزت إلى معدلات لم تشهدها السوق منذ سنوات.
كما ساهمت اضطرابات سلاسل الإمداد في تعزيز هذا الاتجاه، إذ اضطرت العديد من الشركات إلى تعديل طرق النقل لتجنب نقاط التوتر البحري، ما رفع من مدة الرحلات وتكاليفها، وبالتالي من العوائد المتحققة. وتشير التحليلات إلى أن تغيّر حركة التجارة الدولية واتساع نطاق الطلب على الطاقة في الأسواق الآسيوية كان له أثر مباشر في زيادة الاعتماد على خطوط نقل النفط الطويلة ذات العوائد الأكبر.
وتتوقع شركات متخصصة في النقل البحري أن تستمر مستويات الأرباح المرتفعة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وازدياد الطلب على منتجات الطاقة، وهو ما سيدفع المصافي إلى تكثيف عمليات الشراء. كما يرى خبراء في السوق أن استمرار التحديات الجيوسياسية سيحافظ على تذبذب طرق النقل، مما يعزز من فرص ارتفاع العوائد في قطاع الشحن النفطي.
ويؤكد محللون أن القفزة الكبيرة في أرباح النقل قد تعيد تشكيل المنافسة بين شركات تشغيل الناقلات، وتدفعها إلى زيادة استثماراتها في تحديث أسطولها ورفع كفاءة استهلاك الوقود، بما يضمن قدرة أكبر على تلبية الطلب العالمي المتنامي في بيئة تشهد تقلبات مستمرة.
