مكتبة الملك فهد الوطنية منارة للثقافة في المملكة

مكتبة الملك فهد الوطنية

في قلب الرياض، تقف مكتبة الملك فهد الوطنية كشاهد على التطور الحضري المذهل الذي شهدته مدينتنا الحبيبة و عاصمتنا الشامخة.

خلال مروري للمكتبة التي ليست مجرد معلم عمراني بارز، بل هي أيضًا رمز للتقدم الثقافي في المنطقة النابضة بالحياة في قلب الرياض.

تُعرف مكتبة الملك فهد بقيمتها العظيمة في المملكة، نظرًا لدورها الرائد في الحفاظ على التراث الوطني ودعم الإنتاج الثقافي المحلي.

قرأت عنها قبل زيارتها، و منذ تأسيسها، كانت المكتبة بمثابة ملاذ للباحثين والدارسين، مما جعلها تحظى بمكانة مميزة بين المؤسسات الثقافية الأخرى، و فيها اجواء دراسية لا توصف.

 

مكتبة الملك فهد الوطنية
مكتبة الملك فهد الوطنية

 

قاعدة بيانات المكتبة

المكتبة، التي تشتمل على قاعدة بيانات واسعة للمملكة وأرشيف وطني للصور الفوتوغرافية،

بعد جولة مع القائمين على الادارة، تطبق المكتبة نظام الإيداع النظامي الذي بدأ تنفيذه منذ عام 1404هـ، حيث يُلزم الناشرون بإيداع نسخ من إنتاجهم الفكري.

هذا الإجراء يضمن استمرارية الحفاظ على الإنتاج الفكري وتوثيقه بشكل منظم و لفتني جدا لدقته.

 

مواكبة التوسع

لمواكبة التوسع المستمر والاحتياجات المتزايدة، قرر مجلس أمناء المكتبة توسعة المبنى ليشمل وظائف المكتبة الوطنية والعامة،

مع تحسين الإمكانيات المتاحة للبحوث والدراسات و توفير بيئة رائعه للدراسة و الابحاث .

هذه التوسعة تأتي في وقت يشهد فيه المبنى القديم زيادة كبيرة في حجم المقتنيات والمحفوظات،

مما يستدعي توفير مساحة أكبر لأداء الأدوار المعاصرة التي ينبغي أن تقوم بها المكتبة رغم ان استغلال المساحات منظم و مدروس حسب ملاحظاتي الشخصية.

 

مكتبة الملك فهد الوطنية

 

الفكرة التصميمية

التصميم المعماري للمكتبة يعكس الجودة والكفاءة، حيث يقع المبنى في موقع استراتيجي يطل على شارع العليا من جهة الشرق وطريق الملك فهد من جهة الغرب،

ويحيط به حديقة عامة تُعد مكملاً للمبنى وفراغًا مستقبليًا للتوسعات القادمة.

 

ساحة مفتوحة للمكتبة

ومع الخطط الطموحة لتوسعة المكتبة، التي تضمنت إضافة مبنى لمواقف السيارات وتحسين الساحات العامة المحيطة،

فإن مكتبة الملك فهد الوطنية تستعد لزيادة قدرتها الاستيعابية من 600 ألف كتاب إلى حوالي 2.4 مليون كتاب،

مع القدرة على التوسع لاستيعاب حتى 3.3 مليون كتاب في المستقبل.

 

مكتبة الملك فهد الوطنية
مكتبة الملك فهد الوطنية

رؤية المكتبة

هذه الجهود تعكس رؤية المكتبة لتعزيز دورها كمركز ثقافي رائد، ملتزمة بتقديم خدمات معلوماتية وثقافية على أعلى مستوى، مواكبة لتطورات العصر ومتطلبات المجتمع الثقافية.

 

مكتبة الملك فهد الوطنية
مكتبة الملك فهد الوطنية

أهداف المكتبة

في عام 1410هـ، صدر قرار تاريخي من مجلس الوزراء السعودي يمهد الطريق لنشأة إحدى أهم المؤسسات الثقافية في المملكة: مكتبة الملك فهد الوطنية.

مع إقرار هذا النظام، تم تحديد هيكلها الإداري ومهامها بدقة، مما شكل بداية جديدة لمستقبل الثقافة والمعرفة في السعودية.

المكتبة تلقت مهام واسعة وطموحة، تتمثل في اقتناء وتنظيم وتوثيق الإنتاج الفكري داخل المملكة وخارجها، وتسجيل كل ما ينشر من وإلى المملكة.

وكانت مهمتها لا تقتصر على الحفاظ على التراث فحسب، بل تمتد إلى جمع الكتب والمخطوطات والمصورات النادرة التي تعزز فهم وتقدير الحضارة العربية الإسلامية.

لم تكتفِ المكتبة بدورها كحارس للمعرفة، بل أخذت على عاتقها إصدار البيلوجرافية الوطنية والفهارس الموحدة،

وبناء قواعد بيانات بيلوجرافية لخدمة الباحثين والمؤسسات العلمية.

كما توسع نطاق عملها ليشمل تقديم الدراسات المرجعية للهيئات الحكومية والخاصة، وتنظيم معارض الكتب والندوات، وتمثيل المملكة في المحافل الدولية.

إضافة إلى ذلك، تبنت مكتبة الملك فهد الوطنية دوراً قيادياً في تطوير أنظمة المكتبات ومراكز المعلومات على الصعيد الوطني.

من خلال وضع المواصفات والمقاييس البيلوجرافية والسعي لتطبيقها على نطاق واسع،

عملت المكتبة على إنشاء شبكة معلومات تعاونية بين المكتبات ومراكز المعلومات،

مما يسهم في إثراء المحتوى المعرفي المتاح ودعم البحوث والدراسات المختلفة.

هذه المسؤوليات الجسيمة والأهداف العالية رسمت مسارًا لمكتبة الملك فهد الوطنية لتكون معلمًا معرفيًا وثقافيًا بارزًا ليس فقط على مستوى المملكة،

بل كرمز للإسهام الفكري والثقافي على الصعيد العالمي.

 

اقرأ أيضًا: تجربة ثقافية وسياحية استثنائية في مكة المكرمة في حي حراء الثقافي