لم يعد فن الكروشيه مجرد هواية تقليدية تمارسها النساء في أوقات الفراغ، بل أصبح بالنسبة للعديد من النساء في المملكة وسيلة للتعبير الإبداعي، وبوابة لبناء مشاريع صغيرة، وأداة لتعزيز الاستقلالية والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.
وتشهد ممارسة الكروشيه إقبالًا متزايدًا من السعوديات من مختلف الأعمار، حيث تحوّل هذا الفن اليدوي إلى مساحة تجمع بين الابتكار، والهوية، والحرفية العالية. وتتنوع الأعمال بين قطع زخرفية، وإكسسوارات، وملابس، ومنتجات منزلية، تحمل لمسات شخصية وتعكس الذوق المحلي بروح عصرية.
وترى ممارسات الكروشيه أن هذا الفن يمنحهن فرصة للتواصل مع الذات، وتخفيف الضغوط اليومية، إلى جانب كونه مهارة قابلة للتطوير والتحول إلى مصدر دخل مستدام. وقد أسهمت المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في إبراز هذه الأعمال، وفتح آفاق أوسع للتسويق والوصول إلى جمهور محلي ودولي.
كما لعبت الورش التدريبية والمبادرات المجتمعية دورًا مهمًا في نشر ثقافة الكروشيه، وتبادل الخبرات بين النساء، وتحويل المعرفة الفردية إلى مجتمع إبداعي داعم. وأسهم ذلك في تعزيز حضور الحِرف اليدوية ضمن المشهد الثقافي المعاصر، وربطها بمفاهيم الاستدامة والحفاظ على الفنون التقليدية.
ويعكس هذا التوجه قدرة المرأة السعودية على إعادة تعريف الهوايات التقليدية، وتحويلها إلى أدوات إنتاج وإبداع، تتقاطع فيها القيم الثقافية مع الطموح الاقتصادي، في صورة تعكس التحولات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها المملكة.
