حبرٌ وبحرٌ

حبرٌ وبحرٌ

حبرٌ وبحرٌ

بين هاتين الكلمتين فلسفة غريبة … فالحبر يدل على الخط أو الكلام المكتوب او السائل الذي يتخذ للكتابة،
والبحر يغسل ما يفعله الحبر. كل ما نقرأه في الجرائد والصحف وكتب التاريخ والشعر والأدب وما نقرأه في كتب الأولين قد كُتب بالحبر ،
سواء كان حبراً صينياً او يابانياً ، من دم الغزال أم وحيد القرن …
ولا يزال الحبر بألوانه المختلفة يشكّل مادة أساسية في حيالتنا ولولاه لضاع التاريخ وضاعت المعلقات والسيَّر
والبحر بأمواجه وزرقته يتفق مع الحبر بصفحاته… فعلى صفحة الماء تعكس السماء صفاءها والشمس تعكس أشعتها الذهبية فتنتشر أعمدة ومقالات طويلة نعجز عن ملاحقتها …
لا أريد أن اطيل المقارنة حتى لا نضيع الحروف والكلمات وتختلط أوراقتنا بماء البحر ولا نجد الحبر الذي نستطيع به أن نعبر عن أنفسنا وحقوقنا
فنضطر لاستخدام ماء البحر وحينئذ سنغير كل ما نستخدمه من أقلام وأشرطة وأدوات للكتابة
ونلجأ الى المسامير وألواح الطين ولا أظن أن ذلك يتناسب مع ما نحن فيه من تحضر وتقدم تكنولوجي .

حبرٌ وبحرٌ
حبرٌ وبحرٌ

ولكن إذا اضططرنا الى ذلك … علينا اولاً أن نلقي بكل ما لدينا من كتب وألواح وقصائد واتفاقيات ودساتير وقصص في ماء البحر
ليتحول الى حبر ثم نبدأ من جديد بكتابة تاريخ حقيقي لهذه الأمة غير ما كتبه المستشرقون ولفقه المأجورون عن حياة أعلامنا وخلفائنا وأبطال فتوحاتنا وعلمائنا
فيقرأ ابناؤنا ما كتبناه نحن بأيدينا دون تزوير أو تدليس أوطمس للحقائق …
ونبدا ايضاً بكتابة دستور جديد يجمع شتات هذه الأمة ويوحد كلمتها على الحق ، ويخلق في النفوس الأمل بمستقبل يبشر بالخير بعد أن أصابنا اليأس والملل.
وأن نضع ميثاقاً قوياً ببنوده ، فيه احترام لقوة الحق وحق القوة … يحمل وجهاً واحداً في تفسيره ، وقد كتب بلغة مفهومة للجميع ، لا شرقة ولا غربية…

بقلمي – محمد ذيب

 

اقرأ أيضاً: ويحدث أنْ