أصدرت محكمة أمريكية حكمها في قضية أثارت اهتمامًا واسعًا تتعلق بوفاة نجم المسلسل العالمي “فريندز”، وذلك بعد تحقيقات مطوّلة كشفت تورّط طبيب في إعطاء الممثل جرعة قاتلة من مادة الكيتامين. وجاء الحكم بعد أن أثبتت المحكمة أن الطبيب قام بحقن الممثل بجرعة عالية من المادة المخدّرة في جلسة علاجية غير مطابقة للمعايير الطبية المتعارف عليها، الأمر الذي أدى إلى توقف التنفس وحدوث مضاعفات انتهت بوفاته.
وأوضحت وقائع القضية أن الممثل كان يتلقى جلسات علاجية خاصة تهدف إلى تخفيف ضغوط نفسية يعاني منها، إلا أن الطبيب المسؤول تجاوز الإجراءات المعتمدة، ولم يلتزم بأنظمة الأمان المرتبطة باستخدام الكيتامين، وهي مادة معروفة بتأثيراتها القوية على الجهاز العصبي وتتطلب مراقبة دقيقة داخل منشآت طبية مجهزة.
وكشفت التحقيقات أن الطبيب لم يكتفِ بإعطاء جرعة غير آمنة، بل ترك الممثل دون متابعة لحظية، وهو ما اعتبرته المحكمة إهمالًا جسيمًا وسلوكًا يخالف مسؤولياته المهنية. كما بيّن التقرير الطبي أن التأخر في تقديم الإسعافات العاجلة ساهم في تدهور حالته الصحية وعدم القدرة على إنقاذه.
وبناءً على الأدلة التي قُدّمت خلال جلسات المحاكمة، أصدرت المحكمة حكمها بالسجن على الطبيب مع منعه من مزاولة المهنة لفترة زمنية محددة، إلى جانب إلزامه بالخضوع لبرامج تأهيلية تتعلق بالممارسات الطبية الآمنة. كما شددت المحكمة على ضرورة تعزيز الرقابة على استخدام العقاقير ذات التأثير النفسي، وتطبيق المعايير المهنية الصارمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
وتأتي هذه القضية لتعيد تسليط الضوء على خطورة الاستخدام غير المنضبط للمواد الدوائية عالية التأثير، وأهمية الالتزام بقواعد السلامة الطبية، خصوصًا في العلاجات التي تتطلب إشرافًا متخصصًا وتجهيزات متقدمة لضمان حماية المرضى من الأخطاء القاتلة.
