بعد 594 يوماً من المواجهة.. المملكة تتجاوز جائحة كورونا

تسطر المملكة اليوم إنجازا جديدا ويوما تاريخيا ضمن جهودها في السيطرة جائحة كورونا بعد مواجهة استمرت 594 يوما منذ إعلان تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في الثاني من شهر مارس من العام 2020م حيث تبدأ رفع وتخفيف العديد من الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الوقائية التي تم اتخاذها والالتزام بها على مدى الـ 20 شهرا الماضية لتخرج المملكة من هذا النفق وهي أقوى في خدماتها الصحية وليزداد اقتصادها قوة على قوة وليثبت المواطن والمقيم التزامهم وحرصهم على المحافظة على الوطن والمساهمة في الحفاظ على صحة المجتمع.

58 % من السكان محصنون.. والتعافي 98 %.. والوفيات 1.6 % فقط

النجاحات الكبرى التي حققتها المملكة جاءت نتيجة جهود مضنية وكبيرة بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وبمتابعة مستمرة ودقيقة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث تكاتفت جهود الجهات الحكومية كافة وبتعاون ووعي كبير أظهره المواطنون والمقيمون من خلال التزامهم بكافة الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الوقائية التي فرضتها الجهات المعنية بمواجهة الجائحة وحرصهم على المبادرة في الحصول على اللقاحات لتحين اللحظة التاريخية التي أعلنت فيها وزارة الداخلية تخفيف الإجراءات الاحترازية بدءا من اليوم.

مواجهة الأزمات

القرارات الحكيمة التي اتخذتها القيادة الرشيدة، والتي عظمت مكانة الإنسان في مملكة الإنسانية، وأكدت أن صحته أولوية قصوى لدى القيادة الرشيدة. قدمت أنموذجا ناجحا في مواجهة الأزمات وفي الوقت الذي عانت فيه العديد من دول العالم من تبعات جائحة كورونا كانت المملكة بفضل الله ثم بالقرارات الحكيمة التي اتخذتها الدولة -رعاها الله- لتسجل العديد من المنجزات، وتقدم العشرات من المبادرات للحفاظ على صحة المواطن والمقيم.

ولم تأتِ المكانة التي حققتها المملكة حين حلت في المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر نيكاي للتعافي من جائحة (كوفيد-19) من بين 121 دولة تم تقييمها ضمن المؤشر لقياس القدرة في التعامل مع الإصابات والتقدم في التحصينات وعودة الأنشطة، والمرتبة 10 من بين 184 دولة في مؤشر كوفيد العالمي GCI الذي تتبناه منظمة الصحة العالمية ويجمع قياس الأثر الصحي في الجائحة ومؤشرات التعافي بمحض الصدفة بل كانت نتيجة حقيقية عكست الجهود الكبيرة التي بذلت والخطط الإستراتيجية التي أقرتها المملكة لمواجهة أعتى جائحة تواجه دول العالم قاطبة في القرن العشرين والتي سخرت كافة الإمكانات البشرية والمادية لسلامة الإنسان وجعلت المحافظة على صحة المواطن والمقيم أولوية قصوى وبذلت الغالي والنفيس منذ بدء هذه الجائحة للمحافظة على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، عبر سلسلة من القرارات والإجراءات التي جعلت التجربة السعودية الناجحة محل إشادة من كافة دول العالم ومن المنظمات الصحية والإنسانية.

الخدمات الصحية

الخدمات الصحية والنجاحات التي حققتها المملكة في مواجهة كورونا ارتكزت على توافر شبكة كبيرة من الخدمات الصحية تضاهي أعرق الأنظمة الصحية في العالم حيث أثبتت وزارة الصحة بقيادة وزيرها السابق د. توفيق الربيعة قدرات عالية وسجلت نجاحات باهرة في مواجهة الجائحة منذ اللحظات الأولى والتي أعلنت فيها دول العالم كافة حالات الاستنفار القصوى لمواجهة أعتى جائحة تواجه العالم في القرن العشرين ليثبت النظام الصحي السعودي قوته في مواجهة التحديات حيث عملت على تجهيز المستشفيات وتأمين الأدوية وتوفير الأجهزة الطبية كما كانت سباقة في المشاركة في الأبحاث والدراسات السريرية التي ساهمت في الوصول للقاحات المعتمدة لفيروس كورونا.

كما ساهم الدعم والاهتمام الذي تلقاه الخدمات الصحية في المملكة على مدى كافة السنوات الماضية في إنشاء منظومة متكاملة من شبكة الخدمات الصحية حتى غدت المملكة من دول العالم المتقدمة في الرعاية الطبية بما تملكه من المدن الطبية التخصصية والمستشفيات والمراكز الطبية حيث بلغ عدد مستشفيات وزارة الصحة 286، وبلغ عدد مستشفيات الجهات الحكومية الأخرى 48 بالإضافة لمستشفيات القطاع الخاص والبالغ عددها 164 مستشفى، ووصلت أعداد الأسرّة في مستشفيات وزارة الصحة إلى 44665 فيما بلغ عدد الأسرّة في مستشفيات الجهات الحكومية 13177، وبلغ عدد الأسرة في مستشفيات القطاع الخاص 19146، وارتفع معدل الأسرة لكل 10000 نسمة إلى 225.

كما حظي القطاع الصحي في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- باهتمام كبير ودعم إضافي لمواجهة جائحة كورونا بتخصيص مبلغ سبعة مليارات إضافية، ليكون مجموع ما تم اعتماده للقطاع الصحي لمواجهة الجائحة 15 مليار ريال، وصدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- لوزارة الصحة برفع الطاقة الاستيعابية لأسرّة العناية المركزة في مستشفيات المملكة بنسبة 30% وذلك لمواجهة زيادة حالات الإصابة ساهم في رفع جاهزية القطاع الصحي وتأمين الأدوية وتشغيل الأسرة الإضافية، وشراء الأجهزة الطبية والمستلزمات الصحية المطلوبة مثل أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة وعينات الفحوص الاستكشافية، وكذلك تأمين الكوادر الطبية والفنية اللازمة من الداخل والخارج، وزيادة الطاقة الاستيعابية لأسرة العزل في المملكة للتعامل مع حالات كورونا كوفيد 19 لتبلغ أكثر من 2000 سرير، وتخصيص 8000 سرير في العناية المركزة، ليبلغ حجم الطاقة الاستيعابية في المستشفيات 80000 سرير قابلة للزيادة، كما تم تخصيص 25 مستشفى في مختلف مناطق المملكة للتعامل مع حالات كورونا يساندها ثلاثة مستشفيات إضافية عند الحاجة، بالإضافة إلى شبكة ومنظومة صحية تخصصية في القطاع الحكومي خارج وزارة الصحة والقطاع الخاص.

خطط المواجهة

ووضعت وزارة الصحة خطط وقائية وإجراءات وبروتوكولات تجاوزت 40 بروتوكولاً مكنت المملكة من تحييد خطر الفيروس ووضعه في نطاق ضيق لتكون المملكة في المرتبة الثانية ضمن مؤشر نيكاي للتعامل مع الجائحة متجاوزة المئات من دول العالم. لجنة وزارية والجهود التي اتخذتها المملكة في التعامل مع الجائحة ومواجهة خطر الفيروس، شملت تشكيل لجنة عليا بمشاركة الوزارات والجهات الحكومية المختلفة لاتخاذ التدابير والخطط الوقائية والتوعوية لمواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، حيث تعقد اجتماعات يومية برئاسة “الصحة” للجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع لفيروس كورونا المستجد لتعزيز إجراءات الرصد والمراقبة لفيروس كورونا في منافذ الدخول للمملكة، وتجهيز مراكز المراقبة الصحية ومعاينة جميع القادمين للمملكة وقياس علاماتهم الحيوية، ‬وإعداد دليل صحي للتعامل مع الحالات المشتبهة، وتجهيز الفحوصات المخبرية اللازمة.

وساهم مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة بجهود كبيرة في مواجهة الجائحة من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية، وتطبيق اللوائح الصحية الدولية المتبعة في مثل هذه الحالات شملت مراقبة الوضع الوبائي عن كثب بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية والمصادر الأخرى المتاحة، وتطبيق التقييم الصحي للقادمين عبر المنافذ ومن ثم متابعتهم للتأكد من سلامتهم، وتمكين المختبر الصحي الوطني من بناء القدرات المخبرية اللازمة للتعرف واكتشاف المرض في وقت قياسي منذ ظهور أولى الحالات المعدية في الصين، وتقديم التوصيات، وتمكن المركز العالمي لطب الحشود بوزارة الصحة من استحداث أداة سالم كوسيلة قياس لتقييم المخاطر الصحية في التجمعات والفعاليات، وتقديم التوصيات التي تعنى بتعزيز السلامة الصحية والوقاية ضد مخاطر فيروس كورونا الجديد covid-19، وقد تم نشرها على موقع الوزارة.

وشملت جهود الصحة تطبيق الإفصاح بالتنسيق مع الجوازات لجميع المسافرين القادمين للمملكة، وتحديث نظام الرصد الإلكتروني “حصن”، وتفعيل مهام المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية -يتلقى ويتابع ويرصد المعلومات والبلاغات على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع من المنشآت الصحية بمناطق المملكة كافة-، وأطلقت الصحة خدمة التقييم الذاتي لفحص كورونا عبر تطبيق “موعد”، وذلك من خلال استبيان يظهر لمستخدمي التطبيق بحيث يسأل عدداً من الأسئلة ذات العلاقة بفيروس كورونا الجديد -العلامات الحيوية، السفر، المخالطة-، ليساعد المواطن/المقيم على الاطمئنان على صحته ويتم التوجيه السليم بناءً على حالته إما بالتحويل للمشورة الطبية أو 937 أو التوجه للمستشفى، كما تم تهيئة مركز 937 بالكامل لاستقبال والتجاوب مع كافة البلاغات وتقديم الاستشارات الخاصة بفيروس كورونا على مدار 24 ساعة.

مبادرات نوعية وتم تهيئة دور الضيافة الصحية وتجهيزها لاستقبال المواطنين القادمين من الخارج، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، بتوفير الرعاية الطبية لهم وتلبية متطلباتهم، كما حرصت وزارة الصحة على استمرار الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية على مدار الساعة، وإطلاق مبادرات نوعية لخدمة المرضى في منازلهم -إيصال الأدوية/ الاستشارات الهاتفية/ العيادات الافتراضية-، وإطلاق تطبيق “تطمن” لتقديم الحماية والرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين المحالين للعزل المنزلي أو الحجر الصحي ويعزز من إجراءات تعافيهم، كما قادت وزارة الصحة دراسات سريرية متقدمة على أربعة طرق مبتكرة لعلاج كورونا تستهدف الدراسة المرضى ذوي الأعراض المتوسطة والشديدة، وقد أثبتت بعض هذه العقارات فعالية أولية في الدراسات المخبرية، كما تم إطلاق حملة توعوية تحت شعار “عاذرينكم”، وإطلاق حملة توعوية تحت شعار “متر ونص”، والتي تهدف إلى تعزيز التباعد الاجتماعي داخل المنزل وخارجه، وإصدار دليل إرشادي شامل للإجراءات الوقائية للقادمين إلى المملكة، وإنشاء مستشفى متنقل متكامل في المدينة المنورة خلال شهرين، وإقامة نقاط الفرز البصري على مداخل المدن وفي الأسواق والمراكز التجارية، وكذلك تنفيذ حملة المسح النشط الميداني في كافة مناطق المملكة للكشف المبكر عن حالات الإصابة بكورونا، بالإضافة إلى استمرار تنفيذ الفحص الموسع من خلال اختيار عينات من المجتمع من الذين قاموا بعمل اختبار كورونا عن طريق تطبيق “موعد” لإجراء الفحص عبر المراكز الصحية وتطبيق أسواره “تطمن” الذكية كإجراء صحي للمواطنين العائدين إلى المملكة، إضافةً إلى تفعيل حملة “نعود بحذر” للتوعية بكيفية العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيًّاً، واعتماد دواء “ديكساميثازون” ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى فيروس كورونا، ودشّنت وزارة الصحة عدداً من المختبرات والوحدات المتخصصة في أنحاء المملكة، والتي أسهمت -بفضل الله- في إحداث نقلة نوعية، وتجويد الخدمة من خلال الحصول على نتائج الاختبارات في فترة قياسية، كما أسهمت في تعزيز الوقاية من فيروس كورونا.

توفير اللقاح

مع اعتماد التطعيمات ضد كورونا كانت المملكة من أوائل دول العالم التي وفرت التطعيمات للمواطنين والمقيمين مجاناً على حد سواء، حيث اعتمدت المملكة أربعة أنواع من التطعيمات بعد إخضاعها للفحوص المخبرية والسريرية والتأكد من سلامتها ومأمونيتها ليصل عدد الجرعات التي تم تطعيمها لأكثر من 44.5 مليون جرعة، ويبلغ عدد المواطنين والمقيمين الذين تلقوا جرعة أو أكثر من 23.8 مليون مواطن ومقيم بنسبة 67.5 % من السكان، من بينهم أكثر من 20.6 مليونا تلقوا جرعتين من اللقاح، يمثلون أكثر من 58 % من السكان، وتواصل المملكة جهودها النوعية في توفير اللقاحات عبر أكثر من 580 مركزاً، لتسهيل وصول المواطنين والمقيمين للحصول على اللقاحات، بالإضافة للجهود الإعلامية والتوعوية التي بذلتها وزارة الصحة.

%التعافي 98

بلغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في المملكة ما يقارب 548 ألف إصابة فيما قاربت أعداد حالات التعافي 537 ألف حالة شكلت نسبة 98 % تقريبا، وبلغ عدد الوفيات 8758 وفاة بنسبة 1.6 % تقريبا وهي من أقل النسب المسجلة عالميا.