بصيرة القميص

بصيرة القميص

بصيرة القميص

كانوا عشرةً و أنا
والذئبُ وحيدُ أبيهِ
ما رفَّ جفنُ أخي
حينَ وشمَ الحبلُ بطنَ كفهِ
ما أوجعَ الأخَ مغدوراً
بكفِّ أخيه !!!

يا ضيقَ صدري
حينَّ لفَّ الصمتُ وحشتي
و صرختُ من وجعي أناجيهِ
أستنهضُ الذئبَ بِعْرقِ شهامةٍ
وأستجدي السلامةَ من نابيَّه

ما قيلَ يوماً أنَّ ذئباً عضَّ صاحبه
بل قيل .. قيصر ماتَ مغدوراً
بخيانةٍ من صاحبيه

فإنْ ضاقَ عرقُ الدمِ في وجه طامعٍ
لا يعصمُ الفتى من الغدرِ صُلبُ أبيهِ
كلاهما كانا من صُلبِ آدم
لولا الغرابُ ما دارى سوءةَ أخيه

كانوا عشرةً و كنتُ صغيراً
والذئبُ ما كان يدري في فلاهْ
وحينَ بلغتُ القاعَ كنتُ أراهْ

ما أرحمَ الجُبَّ يا أبي لو أنهم
لم ينزعوا عني قميصي
و أخبروكَ أنها عَثُرتْ خُطاهْ

في المرتين كان ريحي يرافقهم
قميصاي للحقِ نورٌ لو أبصروا
لكنهم عُصاهْ
قدْ تعوضُ عن العينِ إنْ فقدتْ
كتفُ طفلٍ
لكنَّ البصيرةَ لا كتفٌ يعوضها
ولا عصاهْ

الشاعر محمد بوعوني الطورة — الاردن

 

اقرأ أيضًا: لا تقلق