شهدت سماء المملكة ليلة مميزة مع بلوغ زخات شهب دلتا الدلويات ذروتها، في عرض سماوي أبهر عشّاق الفلك وهواة الرصد. ويُعد هذا الحدث الفلكي من أبرز الظواهر السنوية التي يمكن متابعتها بالعين المجردة بعيدًا عن أضواء المدن، حيث أضاءت الشهب مساراتها المتلألئة عبر السماء في مشهد يجمع بين الجمال الطبيعي والدقة الكونية.
وتحدث هذه الظاهرة نتيجة مرور الأرض عبر الحطام الغباري الذي خلّفه المذنب 96P/Machholz، حيث تدخل الجسيمات الصغيرة الغلاف الجوي بسرعات هائلة لتتحول إلى خطوط مضيئة تُعرف بالشهب.
ويُتوقع خلال فترة الذروة أن يُشاهد ما بين 10 إلى 20 شهابًا في الساعة، مع إمكانية تمييز بعضها بألوان متفاوتة ولمعان خاص.
كما يشكل الحدث فرصة لتعزيز الوعي الفلكي لدى المجتمع، حيث يشجع المهتمين على الخروج إلى المناطق المفتوحة والبعيدة عن التلوث الضوئي لرصد السماء والتأمل في عظمة الخلق.
وتحرص الجمعيات الفلكية والمراصد على استثمار مثل هذه المناسبات في تنظيم جلسات توعوية وأنشطة تعليمية لتعريف الجمهور بعلوم الفضاء وأهمية متابعة الظواهر الطبيعية.
إن ظهور شهب دلتا الدلويات في سماء المملكة لا يقتصر على كونه حدثًا بصريًا مذهلاً فحسب، بل يحمل أيضًا قيمة علمية وثقافية، إذ يربط بين الإنسان والكون من خلال تجربة مشاهدة مباشرة تُذكرنا بمدى اتساع الفضاء وتنوع أسراره.