شهد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” ليلة فنية استثنائية ضمن فعاليات مهرجان “بل فصحى”، بعدما اعتلى الفنان العراقي المسرح وقدّم عرضًا موسيقيًا ولغويًا حافلًا بالإبداع، ليأسر الحضور بأدائه الذي جمع بين رقي اللغة العربية وجمال الموسيقى.
وجاءت مشاركة الفنان العراقي كأحد أبرز محطات المهرجان لهذا العام، حيث لاقت تفاعلًا واسعًا من الجمهور الذي امتلأ به المسرح. وقدّم الفنان مجموعة من الأغاني والنصوص المغنّاة التي ارتكزت على العربية الفصحى، مستعرضًا قدرته على المزج بين التقنية الصوتية العالية والحضور المسرحي المؤثر. وتميز أداؤه بالانسيابية والإحساس المتعمّق باللغة، مما حوّل الأمسية إلى تجربة فنية وثقافية متكاملة.
ويهدف مهرجان “بل فصحى”، الذي يعد من أبرز المبادرات الثقافية التي تتبناها “إثراء”، إلى إعادة إحياء العلاقة الوجدانية مع اللغة العربية من خلال تقديم عروض فنية تجمع الشعر، السرد، الموسيقى، المسرح، وفنون الأداء، بما يتيح للجمهور استكشاف جماليات الفصحى في قوالب مبتكرة وأساليب معاصرة. وتأتي استضافة فنانين من دول عربية مختلفة، مثل العراق، ضمن نهج المهرجان في الاحتفاء بالتنوع اللغوي والهوية الثقافية للعالم العربي.
ويواصل المهرجان في نسخته الحالية تنظيم ورش عمل وجلسات حوارية وحفلات فنية تتناول موضوعات لغوية وفنية، إضافة إلى فعاليات تفاعلية تستهدف فئة الشباب والأطفال لتعزيز ارتباطهم باللغة العربية من منظور إبداعي. كما يعكس هذا الحدث دور “إثراء” الريادي في دعم الحراك الثقافي داخل المملكة، وإيجاد بيئة تتقاطع فيها المعرفة مع الفنون، والإبداع مع التراث.
وتؤكد المشاركة العراقية في “بل فصحى” هذا العام على أهمية الفنون في تعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب العربية، وإبراز قدرة الفن على نقل الهوية اللغوية بطريقة معاصرة، في وقت يتجه فيه المشهد الثقافي في المملكة نحو مزيد من الانفتاح العالمي ضمن مستهدفات رؤية 2030.
