في مشهد يجسد روح المبادرة والاعتزاز بالهوية الوطنية، تقود المرشدة السياحية السعودية إيمان العلي سلسلة من الجولات المجانية سيرًا على الأقدام في قلب العاصمة الرياض، لتأخذ المشاركين في رحلة ثقافية فريدة من نوعها بين ممرات التاريخ، وتفاصيل العمارة القديمة، وسحر القصص الشعبية التي لطالما ميزت المدينة.
تنطلق الجولات التي تستغرق نحو ساعتين كاملتين من ساحة الصفاة التاريخية، والتي تشكل نقطة محورية في قلب الرياض القديمة، قبل أن تستمر عبر سوق المعيقلية الشهير، وتصل إلى أزقة حي الديرة، حيث تتوقف العلي عند كل معلم لتسرد قصصًا غنية عن الأحداث التي جرت فيه، والشخصيات المؤثرة التي مرّت من هناك، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة على مر العقود.
وقالت العلي إن فكرتها في إطلاق هذه المبادرة المجتمعية المجانية جاءت من إيمانها العميق بأهمية توثيق ونشر الوعي بتاريخ الرياض، لا سيما للأجيال الجديدة التي لم تعش تلك الحقبة. وأضافت: “الرياض ليست مجرد أبراج شاهقة وطرق سريعة، بل هي مدينة تنبض بالحكايات والتاريخ والعمق الثقافي الذي يستحق أن يُروى”.
وقد لاقت جولات العلي إقبالًا متزايدًا من المواطنين والمقيمين والسياح، من مختلف الأعمار والخلفيات، حيث يجد الجميع في هذه الجولات فرصة نادرة لاكتشاف المدينة من منظور مختلف، مليء بالدفء الإنساني والمعلومة الدقيقة. وتقوم العلي بإثراء الجولة باستخدام أسلوبها السردي الجذاب، وتفاعلاتها المباشرة مع المشاركين، الذين غالبًا ما يطرحون الأسئلة ويشاركون في النقاشات.
وتنسجم هذه المبادرة مع رؤية المملكة 2030، التي تركز على تعزيز قطاع السياحة، وتمكين المرأة، والحفاظ على التراث الوطني.
كما تعكس حضورًا متزايدًا للمرأة السعودية في مجال الإرشاد السياحي، وهو ما كان يُعتبر استثنائيًا في الماضي، وأصبح اليوم علامة على التغيير والتحول الإيجابي.
إيمان العلي لا ترى نفسها مجرد مرشدة، بل سفيرة ثقافية تحمل رسالة للتعريف بتاريخ المملكة، وتشجيع الناس على التفاعل مع بيئتهم وتراثهم، مشيرة إلى أن الهدف الأكبر هو “غرس الفخر والانتماء لدى كل من يشارك في هذه الجولات”.
